عنواني ...
أهو ما دونته دائرة الأحوال المدنية على ظهر هويتي ...؟؟
هل هو المكان الذي أصفه لمن يريد زيارتي أو لسائق التكسي حين يعيدني الى البيت ...؟؟
هل هو مكان بعيد؟؟ هل أنا حقا هناك ...؟؟
لم يكن هذا السؤال يجول بخاطري من قبل .. فعندما كنت صغيرا كان عنواني بسيطا سهلا وجميلا ...
كان بيتي الحبيب .. كانت مدرستي .. كانت تلك الشوراع الهادئة التي كنّا نملؤها صراخا حين نلعب
وكلما كبرت ذهبت هذه العناوين .. وتغيرت معالمها
فلم يعد البيت كما كان سابقا، وكيف ذلك وقد انطفئت المنارة التي كانت تضيئه "والدي الغالي" ..
لم يعد كما كان سابقا بعد ما غادرته بسمته الرائعة "اختي الحبيبة" ..
(أسال الله العلي القدير ان يحفظ لي والدتي واخواني الذين لا تحلو الحياة دونهم)
ومدرستي لم يبقى منها الا بعض الذكريات البسيطة
وأما تلك الشوارع .. غابت منها فرحة الأطفال وهم يتراكضون حول كرة صغيرة يركلونها وهم يضحكون، غابت منها المودة التي كانت تحتضننا بحنان عند باب كل بيت من بيوتها، ضاقت بساكنيها مع اتساع فسحتها، وتلوثت بسوء الظن المصاحب لدخان السيارات.
لكن لعلني أنا المخطئ .. نعم إنه خطأي أنا
فليست ايٌ من هذه الأماكن عنواني .. وليست هذه حدودي
عنواني هو أنتم ..
أنتم يا من احسنتم تربيتي وقصدتم الله في نشأتي ..
أنتم يا من علمتموني وكان لكم طيب الأثر في نفسي ..
أنتم يا من تربيت على ايديكم الطاهرة المخلصة .. يا من تشربت حب ديني ودعوتي ..
أنتم يا من رافقتموني وكنتم منارات أنارت لي دربي ..
أنتم يا من كنتم ولا زلتم على العهد والوفاء ..
نعم أنتم عنواني فبكم أتحدث عن نفسي